فصل: قال الشوكانى في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وما يفعله الإنسان المخلوق هو التوليف بين ما خلقه الله من مواد، وإنْ وُجِد خلاق من البشر؛ فهو وحده سبحانه الذي يهب إنسانًا ما أفكارًا لينفذها، ثم يأتي مَنْ هو أذكى منه لِيُطوِّرها.
ولذلك قال الحق سبحانه: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].
وهكذا رأينا كل المخترعات البشرية تتطوَّر؛ والمثَل على ذلك هو آلة الحياكة التي صارت تعمل الآن آليًا بعد أن كانت المرأة تجلس عليها لِتكدَّ في ضَبْطها، وكذلك غسَّالة الملابس، وغسالة الأطباق والسيارات والطائرات.
ونلحظ أن كل ما خلقه الله يمكن أن يُستفاد من عادمه مثل رَوَث البهائم؛ الذي يُستخدم كسماد، أما عادم السيارات مثلًا فهو يُلوِّث الجو، وشاشة التلفزيون تُصدِر من الإشعاعات مَا يضر العين، وتَمَّ بحْثُ ذلك لتلافي الآثار الجانبية في مثل تلك الأدوات التي يسهل الإنسان بها حياتها.
أما ما يخلقه الله فلا توجد له آثار جانبية؛ فسبحانه ليس صاحب عِلْم مُكْتسب أو ممنوح؛ بل العلم صفة ذاتية فيه.
ويقول سبحانه من بعد ذلك: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)}
وهنا يمتنُّ الحق سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يكفيه أنْ أنزلَ عليه القرآن الكتاب المعجزة، والمنهج الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خَلْفه. فالقرآن يضمُّ كمالاتِ الحق التي لا تنتهي؛ فإذا كان سبحانه قد أعطاك ذلك، فهو أيضًا يتحمَّل عنك كُلَّ ما يُؤلِمك.
والحق سبحانه هو القائل: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} [الحجر: 97].
ويقول له الحق أيضًا: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الذي يَقُولُونَ} [الأنعام: 33].
وأزاح الحق سبحانه عنه هموم اتهامهم له بأنه ساحر أو مجنون؛ وقال له سبحانه: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ ولكن الظالمين بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33].
ويكشف له سبحانه: إنهم يؤمنون أنك يا محمد صادق، ولكنهم يتظاهرون بتكذيبك.
ويتمثَّل امتنانُ الحق سبحانه على رسوله أنه أنزل عليه السَّبْع المثاني، واتفق العلماء على أن كلمة {المثاني} تعني فاتحة الكتاب، فلا يُثنَّى في الصلاة إلا فاتحة الكتاب.
ونجده سبحانه يَصِف القرآنَ بالعظيم؛ وهو سبحانه يحكم بعظمة القرآن على ضَوْء مقاييسه المُطْلقة؛ وهي مقاييس العظمة عنده سبحانه.
والمثَل الآخر على ذلك وَصفْه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
وهذا حُكْم بالمقاييس العُلْيا للعظمة، وهكذا يصبح كُلّ متاع الدنيا أقلَّ مِمَّا وهبه الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم، فلا ينظرَنَّ أحدٌ إلى ما أُعطِىَ غيره؛ فقد وهبه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم.
ونلحظ أن الحق سبحانه قد عطف القرآن على السَّبْع المثاني، وهو عَطْف عام على خَاصٍّ؛ كما قال الحق سبحانه: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238].
ونفهم من هذا القول أن الصلاة تضمُّ الصلاة الوُسْطى أيضًا، وكذلك مثل قول الحق ما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: {رَّبِّ اغفر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات} [نوح: 28].
وهكذا نرى عَطْف عام على خاص، وعَطْف خاص على عام.
أو: أنْ نقولَ: إن كلمة قرآن تُطلَق على الكتاب الكريم المُنزَّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول آية في القرآن إلى آخر آية فيه، ويُطلق أيضًا على الآية الواحدة من القرآن؛ فقول الحق سبحانه: {مُدْهَآمَّتَانِ} [الرحمن: 64].
هي آية من القرآن؛ وتُسمَّى أيضًا قرآنًا.
ونجده سبحانه يقول: {إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].
ونحن في الفجر لا نقرأ كل القرآن، بل بعضًا منه، ولكن ما نقرؤه يُسمَّى قرآنًا، وكذلك يقول الحق سبحانه: {وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: 45].
وهو لا يقرأ كُلَّ القرآن بل بعضه، إذن: فكلُّ آية من القرآن قرآن.
وقد أعطى الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم السَّبْع المثاني والقرآن العظيم، وتلك هي قِمَّة العطايا؛ فلله عطاءاتٌ متعددة؛ عطاءات تشمل الكافر والمؤمن، وتشمل الطائع والعاصي، وعطاءات خاصة بمَنْ آمن به؛ وتلك عطاءات الألوهية لمَنْ سمع كلام ربِّه في افعل ولا تفعل.
وسبحانه يمتد عطاؤه من الخَلْق إلى شَرْبة الماء، إلى وجبة الطعام، وإلى الملابس، وإلى المَسْكن، وكل عطاء له عُمْر، ويسمو العطاء عند الإنسان بسُمو عمر العطاء، فكل عطاء يمتدُّ عمره يكون هو العطاء السعيد.
فإذا كان عطاء الربوبية يتعلَّق بمُعْطيات المادة وقوام الحياة؛ فإن عطاءات القرآن تشمل الدنيا والآخرة؛ وإذا كان ما يُنغِّص أيَّ عطاء في الدنيا أن الإنسانَ يُفارقه بالموت، أو أن يذوي هذا العطاء في ذاته؛ فعطاء القرآن لا ينفد في الدنيا والآخرة.
ونعلم أن الآخرة لا نهايةَ لها على عكس الدنيا التي لا يطول عمرك فيها بعمرها، بل بالأجل المُحدَّد لك فيها.
وإذا كانت عطاءاتُ القرآن تحرس القيم التي تهبُك عطاءات الحياة التي لا تفنَى وهي الحياة الآخرة؛ فهذا هو أَسْمى عطاء، وإياك أن تتطلعَ إلى نعمة موقوتة عند أحد منهم من نِعَم الدنيا الفانية؛ لأن مَنْ أُعطِي القرآن وظنَّ أن غيره قد أُعْطِي خيرًا منه؛ فقد حقر ما عَظَّم الله. اهـ.

.قال الشوكانى في الآيات السابقة:

{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)}
قوله: {وَإِن كَانَ أصحاب الأيكة} {إن} هي المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، أي: وإن الشأن كان أصحاب الأيكة.
والأيكة: الغيضة، وهي جماع الشجر.
والجمع: الأيك.
ويروى أن شجرهم كان دومًا، وهو المقل، فالمعنى: وإن كان أصحاب الشجر المجتمع.
وقيل: الأيكة: اسم القرية التي كانوا فيها.
قال أبو عبيدة: الأيكة، وليكة: مدينتهم كمكة وبكة، وأصحاب الأيكة: هم قوم شعيب، وقد تقدّم خبرهم، واقتصر الله سبحانه هنا على وصفهم بالظلم، وقد فصل ذلك الظلم فيما سبق، والضمير في {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} يرجع إلى مدينة قوم لوط، ومكان أصحاب الأيكة، أي: وإن المكانين لبطريق واضح.
والإمام: اسم لما يؤتمّ به، ومن جملة ذلك الطريق التي تسلك.
قال الفراء والزجاج: سمي الطريق إمامًا، لأنه يؤتمّ ويتبع.
وقال ابن قتيبة: لأن المسافر يأتمّ به حتى يصل إلى الموضع الذي يريده.
وقيل: الضمير للأيكة ومدين، لأن شعيبًا كان ينسب إليهما.
ثم إن الله سبحانه ختم القصص بقصة ثمود فقال: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أصحاب الحجر المرسلين} الحجر: اسم لديار ثمود، قاله الأزهري.
وهي ما بين مكة وتبوك.
وقال ابن جرير: هي أرض بين الحجاز والشام.
وقال: {المرسلين}، ولم يرسل إليهم إلاّ صالح؛ لأن من كذب واحدًا من الرسل فقد كذب الباقين لكونهم متفقين في الدعوة إلى الله.
وقيل: كذبوا صالحًا ومن تقدّمه من الأنبياء.
وقيل: كذبوا صالحًا، ومن معه من المؤمنين {وءاتيناهم ءاياتنا} أي الآيات المنزلة على نبيهم، ومن جملتها: الناقة.
فإن فيها آيات جمة، كخروجها من الصخرة، ودنوّ نتاجها عند خروجها وعظمها وكثرة لبنها {فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ} أي: غير معتبرين، ولهذا عقروا الناقة وخالفوا ما أمرهم به نبيهم.
{وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتًا} النحت في كلام العرب: البري والنجر، نحته ينحته بالكسر نحتًا أي: براه، وفي التنزيل: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: 95]. أي: تنجرون.
وكانوا يتخذون لأنفسهم من الجبال بيوتًا، أي: يخرقونها في الجبال.
وانتصاب {ءامِنِينَ} على الحال.
قال الفراء: آمنين من أن ينقع عليهم، وقيل: آمنين من الموت.
وقيل: من العذاب ركونًا منهم على قوّتها ووثاقتها.
{فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة مُصْبِحِينَ} أي: داخلين في وقت الصبح.
وقد تقدم ذكر الصيحة في الأعراف، وفي هود، وتقدم أيضًا قريبًا.
{فَمَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} أي: لم يدفع عنهم شيئًا من عذاب الله ما كانوا يكسبون من الأموال والحصون في الجبال.
{وَمَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بالحق} أي: متلبسة بالحق، وهو ما فيهما من الفوائد والمصالح، وقيل: المراد بالحق مجازاة المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته كما في قوله سبحانه: {وَللَّهِ مَا في السموات وَمَا فِي الأرض لِيَجْزِىَ الذين أَسَاءواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِى الذين أَحْسَنُواْ بالحسنى} [النجم: 31].
وقيل: المراد بالحق: الزوال؛ لأنها مخلوقة وكل مخلوق زائل {وَإِنَّ الساعة لآتِيَةٌ} وعند إتيانها ينتقم الله ممن يستحق العذاب، ويحسن إلى من يستحق الإحسان، وفيه وعيد للعصاة وتهديد، ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يصفح عن قومه، فقال: {فاصفح الصفح الجميل} أي: تجاوز عنهم واعف عفوًا حسنًا.
وقيل: فأعرض عنهم إعراضًا جميلًا ولا تعجل عليهم، وعاملهم معاملة الصفوح الحليم.
قيل: وهذا منسوخ بآية السيف {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخلاق العليم} أي: الخالق للخلق جميعًا، العليم بأحوالهم وبالصالح والطالح منهم.
وقد أخرج ابن مردويه، وابن عساكر عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبًا» وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس قال: أصحاب الأيكة: هم قوم شعيب، والأيكة.
ذات آجام وشجر كانوا فيها.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الأيكة: الغيضة.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: أصحاب الأيكة: أهل مدين، والأيكة: الملتفة من الشجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضًا قال: الأيكة: مجمع الشيء.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه أيضًا قال في قوله: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} طريق ظاهر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في أصحاب الحجر قال: أصحاب الوادي.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: كان أصحاب الحجر ثمود وقوم صالح.
وأخرج البخاري، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر: «لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلاّ أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم» وأخرج ابن مردويه عنه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود، فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، وعجنوا منها، ونصبوا القدور باللحم، فأمرهم بإهراق القدور، وعلفوا العجين الإبل، ثم ارتحل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا، فقال: «إني أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم، فلا تدخلوا عليهم».
وأخرج ابن مردويه، عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه: «من عمل من هذا الماء شيئًا فليلقه» قال: ومنهم من عجن العجين، ومنهم من حاس الحيس.
وأخرج ابن مردويه، وابن النجار عن عليّ في قوله: {فاصفح الصفح الجميل} قال: الرضا بغير عتاب.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس مثله.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد قال: هذه الآية قبل القتال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}
أخرج ابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان مدين وأصحاب الأيكة، أمتان بعث الله إليهما شعيبًا».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس {وإن كان أصحاب الأيكة} قال: قوم شعيب و{الأيكة} ذات آجام وشجر كانوا فيها.
وأخرج ابن جرير عن خصيف في قوله: {أصحاب الأيكة} قال: الشجر، وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة، وفي الشتاء اليابسة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة، وكان عامة شجرهم هذا الدوم، وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب، أرسل إليهم وإلى أهل مدين، أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى. أما أهل مدين، فأخذتهم الصيحة، وأما {أصحاب الأيكة} فكانوا أهل شجرٍ متكاوش. ذكر لنا أنه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شيء، فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها، فجعلها الله عليهم عذابًا، بعث عليهم نارًا فاضطرمت عليهم فأكلتهم. فذلك {عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم} [الشعراء: 189].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {أصحاب الأيكة} قال: الغيضة.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {أصحاب الأيكة} قال: أصحاب غيضة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: {الأيكة} الشجر الملتف.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {أصحاب الأيكة} أهل مدين، و{الأيكة} الملتفة من الشجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {الأيكة} مجمع الشجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب: أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها، فملا خرجوا منها أصابهم فزع شديد، ففرقوا أن يدخلوا البيوت أن تسقط عليهم، فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال: ما رأيت كاليوم ظلًا أطيب ولا أبرد! هلموا أيها الناس. فدخلوا جميعًا تحت الظلة، فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وإنهما لبإمام مبين} يقول: على الطريق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {لبإمام مبين} قال: طريق ظاهر.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وإنهما لبإمام مبين} قال: بطريق معلم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {لبإمام مبين} قال: طريق واضح.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله: {لبإمام مبين} قال: بطريق مستبين.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أصحاب الحجر} قال: أصحاب الوادي.